التربية
جيل رقائق الثلج !!!
جيل رقائق الثلج Generation Snowflakes سمي بذلك الاسم لسببين أساسيين: الأول لأن رقائق الثلج هشة جدًا، وسريعة الانكسار، لا تتحمل أي ضغط عليها بأي شكل من الأشكال، وإذا تعرض هيكلها الضعيف لأدنى لمسة خارجية له ستجعله يتفكك وينكسر بالكامل، وهكذا هذا الجيل الذي نراه اليوم، وأما السبب الثاني فهو شعور كل فرد من هذا الجيل بالتفرد، فالنظرية العلمية السائدة تقول: أن رقائق الثلج لها هياكل فريدة ولا يمكننا أن نجد رقيقتين متشابهتين أبدًا، كذلك هذا الجيل: يطغى لديه شعور عارم بالتفرد، ويتم تغذيته دائمًا بأفكار التميز والريادة، ويحس دائمًا بالاستحقاق Entitlement، أي أنه له توقعات عالية من كافة علاقاته الاجتماعية، يتوقع معاملة راقية له، وحفاوة زائدة تجاه وجوده، وولاء خالص لأفكاره، وكأن هذه الأمور حقوق خاصة له وحده دوناً عن سائر الخلق، ولذا تقول الكاتبة آني فوكس المهتمة بشؤون تربية الأطفال: (عندما يقول الناس: “لا تحكم عليّ” فإن ما أسمعه في الحقيقة هو: لا أريد منك أن تحاول أن تغير رأيي، الأمر كما هو عليه، أنا سريع الامتعاض تجاه سماع أي شيء يعارض كوني كاملًا، وأعتقد أن عالمي ممتازٌ كما هو بدون أي تغيير”).
جيل رقائق الثلج أيضا يعد مصطلح إجتماعي يُطلق على جيل مواليد 2010،
والبعض عبر عنه بجيل مواليد 1997، الذين يعتقد أنهم أكثر عرضة لإرتكاب الجرائم من الأجيال السابقة، بسبب معاملة الأهل لهم كأنهم رقائق ثلجية، وأنهم شيء لامثيل له والأفضل بين الجميع، وقد صاغ هذا المصطلح الكاتب “تشاك بولانيك” عام 1996 في رواية “نادي القتال”.!
وأما على وسائل التواصل الاجتماعي، فيطلق الكبار مصطلح Snowflakes على الصغار للاستهزاء بهشاشتهم وتفاهتم، فيرد الصغار عليهم بمصطلح Boomers وهو عنوان جيل الكبار لكنهم أصبحوا يستخدمونه كوصم وسخرية من شيخوختهم وضيق أفقهم، ومع تأزم العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، سمى المراهقون الفيروس Boomer Sweeper أي حاذف العواجيز للسخرية من كبار السن.
ومما سبق يتضح لنا أن هذا الجيل أكثر عرضة للهزات العاطفية وأقل مرونة وتقبل للآخر، وغير قادر في الوقت ذاته على تحمل المسئوليات واجتياز التحديات وتخطي الصعوبات والمواقف المؤلمة، ويرجع الأمر في بعض أسبابه إلى طرق التربية الهشة من جانب الأسرة، ومبادئ تعزيز النفس غير المدروسة، وغياب مبادئ الثواب والعقاب، فضلا عن الدلال المفرط الذي أسهم بشدة في تشويه نفسية هذه الفئة، وجعلنا أمام جيل غير ناضج يرفض أن يكبر ويتحمل مسئولياته، وصارت مرحلة المراهقة تتأخر وتمتد ربما حتى عمر 25 بعد أن كانت في السابق 18، وصرنا نتحدث كثيرا في هذه الأيام عن الهشاشة النفسية التي أصبحت واضحة المعالم في هذا الجيل تحديدا. ومما لا شك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من التطبيقات ساهمت وبشكل كبير في هشاشة هذا الجيل نفسيا، فهوس التصفح والسعي وراء كل ما هو جديد، والبحث عن الإثارة والاهتمام بصرف النظر عن المحتوى والمضمون، والتنافس على اللايكات والمشاركات، وتمييع الأفكار والمعتقدات جعلته جيل رقائق الثلج بامتياز/ ومع ذلك فهذا الجيل متفرد في الكثير والكثير عن الأجيال السابقة ويحتاج فقط إلى حسن توجيه ورعاية.